الزوجة دائما تحب ان يكون زوجها هو الحماية بالنسبة اليها ان يكون عطوف وان يكون حنون ان يهتم بها ويحافظ عليها وان يعاملها كما قال الاسلام ولاكن لو فقدت الزوجة الامان عند الرجل ماذا تفعل
كثير من المشكلات الزوجية الظاهرة سببها الحقيقي فراغ قلب الزوجة من الأمان مع زوجها.. وعندما تفقد الزوجة الأمان تفقد إحساسها بالسعادة، ويتعكر مزاجها.. وتنتابها نوبات من النكد ، وموجات من السخط كلما هبت رياح تحرك كامن القلق وساكن التوجس المستقر في أعماقها؛ وكذلك كل إنسان.. وعندما يتعكر صفو الإنسان ويحل الانقباض مكان الانبساط لا يتحمل أدنى احتكاك ويضج لأتفه الأسباب.
وهذه الزوجة يضاعف تعاستها أن يكون مصدر قلقها هو زوجها العزيز الذي قد تحبه وتحترمه وتقدر عشرته.. والذي ربما وجدت فيه ما كانت تبحث عنه في خيالها قبل الزواج لكنها للأسف الشديد لا تأمن جانبه.
من هنا تظهر مشاكل غريبة وردود أفعال مستغربة وكأن أسبابها لا تستحق رد الفعل هذا الذي صدر من هذه الزوجة.. وقد تفتعل الزوجة المشكلة دون قصد صريح ويبدأ الخلاف مع الزوج ثم يحاولان الحل.
ولكن تتعقد المشكلة وتتفاقم و يتدخل للحل آخرون فيحارون وقد لا يصلون إلى حل.. أو يصلون لكنه يظل حلا ً مؤقتا ً سطحيا ً لم يعالج جذور المشكلة وأصولها؛ وأصولها عند الزوجين معا لا غيرهما.
وقد يفطن أحد إلى عبارات من الزوجة تشير إلى الأسباب الحقيقية القابعة في أعماق الزوجة.. وهى التي توجه المشكلة من الأساس وليست هذه الأسباب الظاهرة التي تدعيها الزوجة.
إن المرأة قادرة على الصبر وعلى التضحية إلى درجة لا يتخيلها كل الأزواج.. بشرط أن تشعر بالأمان مع زوجها.. أما عندما تفقد هذا الأمان فهي تشكو من حيث لا شكوى.
من أين يغزوها القلق؟!
وقد يغزو نفسها هذا التوجس والقلق من أكثر من ثغرة في شخصية زوجها:
1. فقد يكون زوجها كالبحر إذا غضب فلا يبقى على شيء بل يدمر كل شيء وربما سرعان ما يتلفظ بالطلاق.
إنها تحس أنها كالريشة في مهب الريح ومستقبلها كله في فم هذا المجنون.. ويمكن في أي يوم أن تجد نفسها فجأة مطلقة تعانى كل عذاب المطلقات.
إنها كلما سمعت عن مطلقة بائسة طلقها زوجها المتقلب الهائج في ساعة غضب تخيلت نفسها هي هذه المطلقة.. ومتاعب هذه الشاكية الآن هي متاعبها في المستقبل القريب الذي قد يأتي بغتة.
2. وقد يهب غزو القلق المدمر من ثغر أخطر وهو أن زوجها من النوع الذي إذا خاصم فجر؛ فهو لا يقف على دين أو شرع، ولا يردعه من تقواه وازع ولا من الله خوف، والخطير أن مظهره أمام الناس لا يدل على ذلك؛ فهو شيخ في المسجد؛ وديع أمام أصدقائه ولا يصدق أحد أن مثل هذا يمكن أن يغدر؛ ولا أن يدمر حياتها ولا حتى يهددها بما لا يجوز له من ظلمها وأكل حقوقها و . ... و...
إنها في هذه الحالة تتصور زوجها هذا وهو خصم لها وهى تحت رحمته!!.
وماذا ستفعل المسكينة بضعفها أمام جبروته لتستخلص من أنيابه حقوقها؟
الويل لها يومئذ الويل لها؛ ومثل هذا يجب أن تحتاط لنفسها من شره من الآن وأن تعيش حياتها معه في تحفز وعلى حذر.
وهذه الزوجة كلما استرخت لصفاء زوجها حتى أوشكت أن تحلم في ظل ورعه الظاهر عوى عليها ذئب الحذر.. وأخرج لها من ذاكرتها مواقف زوجها الظالم وصورة زوجها المتعدى لحدود الله.. وناداها أن تستعد وتتحفز ولا تنخدع.. ومن هنا تقلب الزوجة مائدة الصفاء لأي سبب أو لغير سبب وتحضر عدة المشاكل.
3. وقد تتوجس الزوجة قلقا لأن سنها قد كبر فطبيعي أن يتطلع زوجها إلى فتاة صغيرة ذات جمال ودلال تأتى بعد هذا السن وهذا العناء والكفاح الذي كافحته مع زوجها حتى صار على هذا المجد فتأخذه الأخرى هكذا على الجاهز؛ وهنا تتخيل كيف سيلقيها عظما بعد أن أكلها لحما! ؛ وكيف سيهتم بالجديدة الحسناء ولا يبالى بها هي!؛ وكيف ستتحول مصروفاته كلها إلى هناك بغير عدل تاركا لها الحرمان؟!!.
ومن هنا تتفنن هذه الزوجة: كيف تحول بين زوجها وبين فعلته أو كيف تحفظ حقوقها من الآن ؟!.. والمشكلة أنها قد تنجح في اختيار أساليب مشروعة وقد تتخبط وتخرب عشها بيدها وتدمر كل شيء قبل الموت.
4. أما الشكوك التي لم تتأكد منها بعد.. فهي إحساسها أن زوجها الغالي لا يحبها كل الحب فهو لا يعبر لها عن حبه هذا التعبير الذي يرضيها لذلك هي تشعر أنها لم تملأ عينه.. وليست هي فتاة أحلامه التي كان يتمنى أن يتزوجها فمازال يأمل أن يلقى فراشة أحلامه وقطقوطة أمانيه.
ومن هنا قد تعيد النظر إلى نفسها: هل كبرت؟.. هل تغير جمالها؟.. هل.. هل..؟
إنها تكثر السؤال لزوجها: هل تحبني؟!.. وكلما سألته وجدت إجابته باردة ليست كالسيل المنهمر من العبارات القوية التي تقدر وزنها ومكانتها في قلب يحبها فعلا ً.. ومن هنا يظهر القلق في صور كثيرة وأنواع من المشاكل تختلف صورها حسب طبيعتها وفهمها وشخصيتها.
هذه مجرد أمثلة على الثغرات التي تهب منها رياح القلق المدمرة على وجدان الزوجة.. فما تلبث أن تثور الزوابع على أتفه الأسباب.. وما أن تهدأ زوبعة حتى تهب أختها ويحار الزوج ويسعى في الحل فتهدأ العاصفة.. ولكن مصدرها لم يهدأ فالخوف والقلق براكين كامنة تمور في الأعماق.. ولكنها تثور من حين إلى آخر.
والزوجة لا تفصح عن أسباب المشاكل والعواصف بل تدعى أسبابا ً أخرى خصوصا ً إذا كان ما تعانى منه يثير الخجل.. ولا يمكنها أن تبديه.
ويؤكد ذلك قول أم الدرداء رضي الله عنها واصفة زوجها: (إن أبا الدرداء رجل لا يحب الدنيا أما نهاره فصائم وأما ليله فقائم).. فكانت هذه شكوى فطن لها سيدنا أبى بن كعب فقال: لقد شكت المرأة زوجها.. فلما ذهب وتحقق في الأمر وجد ما توقعه حقا فزوجها العابد مهتم بالعبادة على حساب حقها حق عاطفتها واهتمامها وإقباله عليها.. وكذلك حق جسدها.
هل تهمك سعادة زوجتك؟؟
والسؤال الهام الآن إلى كل زوج : لقد شاء الله أن يرتبط بك إنسان وتشاركه معيشته.. فهل تحب أن يكون هذا الإنسان سعيدا ً بعشرتك؟
أم أن هذا الأمر لا يهمك مادمت سعيد في حياتك وقد تهيأت لك الأوضاع كلها كما تريد؟!
حسنا! حتى لو تصورنا أن سعادة هذا الصاحب لاتهم صاحبه الأناني فإن شدة الارتباط بين الزوجين تجعل سعادة أحدهما مرهونة بسعادة الآخر.. فإذا فقد أحد الطرفين سعادته فلا بد أنه سينغص حياة الآخر شاء أم أبى.. ومن هنا فمن الهام جدا ً للزوج أن يبحث عن مدى سعادة زوجته معه.
الإيمان والأمان
أما الإيمان بالله فإنه يدعو الزوج إلى البحث عن سعادة زوجته قدر استطاعته من أكثر من وجه:
الوجه الأول لقد أمر الله تعالى الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف فقال: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ).
ومن المعروف أن يؤدى حقوقها قبل أن تسأل هي عنها وأن يعافيها من مؤنة الطلب.. وأن يتحسس راحتها النفسية ويسألها عما يشغل تفكيرها بل من المعروف أن يكون بينهما مودة تجعلها تفضي له بكل ما يشغلها دون سؤال منه ثم يتولى هو من هذا الباب نصحها وطمأنتها وتذكرتها وتجديد الإيمان معا وإزالة المخاوف والهواجس
الوجه الثاني (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وكلنا يحب أن يعيش سعيدا ً في بيته ولا يكتمل إيمانه حتى يحب ذلك لزوجته ويسعى لتحقيقه لهاما استطاع.
الوجه الثالث لا يجوز الأذى بين المسلم والمسلمة (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحقره ولا يخذله كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) (لا يحل لمسلم أن يروع مسلما) ( ولا أن يشير له بحديدة) و(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) و (ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء).
وقد خبأ بعض الصحابة نعل صاحبهم على سبيل المداعبة لكن هذه الممازحة لم تسعده بل فزعته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يحل لمسلم أن يفزع مسلما) وأمر (صلى الله عليه وسلم) من أكل ثوما أو بصلا أن يعتزل المسجد حتى تذهب رائحته حتى لا يؤذى مسلما بهذه الرائحة.
فعلى الزوج أن يتأكد أن زوجته لا يلحقها من جانبه أذى يؤرق حياتها ويعرضه لمقت الله وغضبه
الوجه الرابع أن المؤمن يؤمن بأن الجزاء من جنس العمل (من يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) وكما تدين تدان لذلك فهو يخشى عاقبة ظلمه وأذاه أن يؤاخذه الله به في دنياه قبل آخرته.
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
الخامس (المؤمن إلف مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف) (أقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطأون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون).
من هنا كانت الحياة مع المؤمن التقى حياة آمنة إذا كان إيمانه هذا قد اختبر وتدرب باختبارات وتدريبات الحياة الزوجية التي لا يثبت فيها كثيرون للأسف الشديد.. رغم ثباتهم وصبرهم وحماسهم وصمودهم في جوانب أخرى
كثير من المشكلات الزوجية الظاهرة سببها الحقيقي فراغ قلب الزوجة من الأمان مع زوجها.. وعندما تفقد الزوجة الأمان تفقد إحساسها بالسعادة، ويتعكر مزاجها.. وتنتابها نوبات من النكد ، وموجات من السخط كلما هبت رياح تحرك كامن القلق وساكن التوجس المستقر في أعماقها؛ وكذلك كل إنسان.. وعندما يتعكر صفو الإنسان ويحل الانقباض مكان الانبساط لا يتحمل أدنى احتكاك ويضج لأتفه الأسباب.
وهذه الزوجة يضاعف تعاستها أن يكون مصدر قلقها هو زوجها العزيز الذي قد تحبه وتحترمه وتقدر عشرته.. والذي ربما وجدت فيه ما كانت تبحث عنه في خيالها قبل الزواج لكنها للأسف الشديد لا تأمن جانبه.
من هنا تظهر مشاكل غريبة وردود أفعال مستغربة وكأن أسبابها لا تستحق رد الفعل هذا الذي صدر من هذه الزوجة.. وقد تفتعل الزوجة المشكلة دون قصد صريح ويبدأ الخلاف مع الزوج ثم يحاولان الحل.
ولكن تتعقد المشكلة وتتفاقم و يتدخل للحل آخرون فيحارون وقد لا يصلون إلى حل.. أو يصلون لكنه يظل حلا ً مؤقتا ً سطحيا ً لم يعالج جذور المشكلة وأصولها؛ وأصولها عند الزوجين معا لا غيرهما.
وقد يفطن أحد إلى عبارات من الزوجة تشير إلى الأسباب الحقيقية القابعة في أعماق الزوجة.. وهى التي توجه المشكلة من الأساس وليست هذه الأسباب الظاهرة التي تدعيها الزوجة.
إن المرأة قادرة على الصبر وعلى التضحية إلى درجة لا يتخيلها كل الأزواج.. بشرط أن تشعر بالأمان مع زوجها.. أما عندما تفقد هذا الأمان فهي تشكو من حيث لا شكوى.
من أين يغزوها القلق؟!
وقد يغزو نفسها هذا التوجس والقلق من أكثر من ثغرة في شخصية زوجها:
1. فقد يكون زوجها كالبحر إذا غضب فلا يبقى على شيء بل يدمر كل شيء وربما سرعان ما يتلفظ بالطلاق.
إنها تحس أنها كالريشة في مهب الريح ومستقبلها كله في فم هذا المجنون.. ويمكن في أي يوم أن تجد نفسها فجأة مطلقة تعانى كل عذاب المطلقات.
إنها كلما سمعت عن مطلقة بائسة طلقها زوجها المتقلب الهائج في ساعة غضب تخيلت نفسها هي هذه المطلقة.. ومتاعب هذه الشاكية الآن هي متاعبها في المستقبل القريب الذي قد يأتي بغتة.
2. وقد يهب غزو القلق المدمر من ثغر أخطر وهو أن زوجها من النوع الذي إذا خاصم فجر؛ فهو لا يقف على دين أو شرع، ولا يردعه من تقواه وازع ولا من الله خوف، والخطير أن مظهره أمام الناس لا يدل على ذلك؛ فهو شيخ في المسجد؛ وديع أمام أصدقائه ولا يصدق أحد أن مثل هذا يمكن أن يغدر؛ ولا أن يدمر حياتها ولا حتى يهددها بما لا يجوز له من ظلمها وأكل حقوقها و . ... و...
إنها في هذه الحالة تتصور زوجها هذا وهو خصم لها وهى تحت رحمته!!.
وماذا ستفعل المسكينة بضعفها أمام جبروته لتستخلص من أنيابه حقوقها؟
الويل لها يومئذ الويل لها؛ ومثل هذا يجب أن تحتاط لنفسها من شره من الآن وأن تعيش حياتها معه في تحفز وعلى حذر.
وهذه الزوجة كلما استرخت لصفاء زوجها حتى أوشكت أن تحلم في ظل ورعه الظاهر عوى عليها ذئب الحذر.. وأخرج لها من ذاكرتها مواقف زوجها الظالم وصورة زوجها المتعدى لحدود الله.. وناداها أن تستعد وتتحفز ولا تنخدع.. ومن هنا تقلب الزوجة مائدة الصفاء لأي سبب أو لغير سبب وتحضر عدة المشاكل.
3. وقد تتوجس الزوجة قلقا لأن سنها قد كبر فطبيعي أن يتطلع زوجها إلى فتاة صغيرة ذات جمال ودلال تأتى بعد هذا السن وهذا العناء والكفاح الذي كافحته مع زوجها حتى صار على هذا المجد فتأخذه الأخرى هكذا على الجاهز؛ وهنا تتخيل كيف سيلقيها عظما بعد أن أكلها لحما! ؛ وكيف سيهتم بالجديدة الحسناء ولا يبالى بها هي!؛ وكيف ستتحول مصروفاته كلها إلى هناك بغير عدل تاركا لها الحرمان؟!!.
ومن هنا تتفنن هذه الزوجة: كيف تحول بين زوجها وبين فعلته أو كيف تحفظ حقوقها من الآن ؟!.. والمشكلة أنها قد تنجح في اختيار أساليب مشروعة وقد تتخبط وتخرب عشها بيدها وتدمر كل شيء قبل الموت.
4. أما الشكوك التي لم تتأكد منها بعد.. فهي إحساسها أن زوجها الغالي لا يحبها كل الحب فهو لا يعبر لها عن حبه هذا التعبير الذي يرضيها لذلك هي تشعر أنها لم تملأ عينه.. وليست هي فتاة أحلامه التي كان يتمنى أن يتزوجها فمازال يأمل أن يلقى فراشة أحلامه وقطقوطة أمانيه.
ومن هنا قد تعيد النظر إلى نفسها: هل كبرت؟.. هل تغير جمالها؟.. هل.. هل..؟
إنها تكثر السؤال لزوجها: هل تحبني؟!.. وكلما سألته وجدت إجابته باردة ليست كالسيل المنهمر من العبارات القوية التي تقدر وزنها ومكانتها في قلب يحبها فعلا ً.. ومن هنا يظهر القلق في صور كثيرة وأنواع من المشاكل تختلف صورها حسب طبيعتها وفهمها وشخصيتها.
هذه مجرد أمثلة على الثغرات التي تهب منها رياح القلق المدمرة على وجدان الزوجة.. فما تلبث أن تثور الزوابع على أتفه الأسباب.. وما أن تهدأ زوبعة حتى تهب أختها ويحار الزوج ويسعى في الحل فتهدأ العاصفة.. ولكن مصدرها لم يهدأ فالخوف والقلق براكين كامنة تمور في الأعماق.. ولكنها تثور من حين إلى آخر.
والزوجة لا تفصح عن أسباب المشاكل والعواصف بل تدعى أسبابا ً أخرى خصوصا ً إذا كان ما تعانى منه يثير الخجل.. ولا يمكنها أن تبديه.
ويؤكد ذلك قول أم الدرداء رضي الله عنها واصفة زوجها: (إن أبا الدرداء رجل لا يحب الدنيا أما نهاره فصائم وأما ليله فقائم).. فكانت هذه شكوى فطن لها سيدنا أبى بن كعب فقال: لقد شكت المرأة زوجها.. فلما ذهب وتحقق في الأمر وجد ما توقعه حقا فزوجها العابد مهتم بالعبادة على حساب حقها حق عاطفتها واهتمامها وإقباله عليها.. وكذلك حق جسدها.
هل تهمك سعادة زوجتك؟؟
والسؤال الهام الآن إلى كل زوج : لقد شاء الله أن يرتبط بك إنسان وتشاركه معيشته.. فهل تحب أن يكون هذا الإنسان سعيدا ً بعشرتك؟
أم أن هذا الأمر لا يهمك مادمت سعيد في حياتك وقد تهيأت لك الأوضاع كلها كما تريد؟!
حسنا! حتى لو تصورنا أن سعادة هذا الصاحب لاتهم صاحبه الأناني فإن شدة الارتباط بين الزوجين تجعل سعادة أحدهما مرهونة بسعادة الآخر.. فإذا فقد أحد الطرفين سعادته فلا بد أنه سينغص حياة الآخر شاء أم أبى.. ومن هنا فمن الهام جدا ً للزوج أن يبحث عن مدى سعادة زوجته معه.
الإيمان والأمان
أما الإيمان بالله فإنه يدعو الزوج إلى البحث عن سعادة زوجته قدر استطاعته من أكثر من وجه:
الوجه الأول لقد أمر الله تعالى الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف فقال: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ).
ومن المعروف أن يؤدى حقوقها قبل أن تسأل هي عنها وأن يعافيها من مؤنة الطلب.. وأن يتحسس راحتها النفسية ويسألها عما يشغل تفكيرها بل من المعروف أن يكون بينهما مودة تجعلها تفضي له بكل ما يشغلها دون سؤال منه ثم يتولى هو من هذا الباب نصحها وطمأنتها وتذكرتها وتجديد الإيمان معا وإزالة المخاوف والهواجس
الوجه الثاني (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وكلنا يحب أن يعيش سعيدا ً في بيته ولا يكتمل إيمانه حتى يحب ذلك لزوجته ويسعى لتحقيقه لهاما استطاع.
الوجه الثالث لا يجوز الأذى بين المسلم والمسلمة (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحقره ولا يخذله كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) (لا يحل لمسلم أن يروع مسلما) ( ولا أن يشير له بحديدة) و(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) و (ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء).
وقد خبأ بعض الصحابة نعل صاحبهم على سبيل المداعبة لكن هذه الممازحة لم تسعده بل فزعته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يحل لمسلم أن يفزع مسلما) وأمر (صلى الله عليه وسلم) من أكل ثوما أو بصلا أن يعتزل المسجد حتى تذهب رائحته حتى لا يؤذى مسلما بهذه الرائحة.
فعلى الزوج أن يتأكد أن زوجته لا يلحقها من جانبه أذى يؤرق حياتها ويعرضه لمقت الله وغضبه
الوجه الرابع أن المؤمن يؤمن بأن الجزاء من جنس العمل (من يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) وكما تدين تدان لذلك فهو يخشى عاقبة ظلمه وأذاه أن يؤاخذه الله به في دنياه قبل آخرته.
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
الخامس (المؤمن إلف مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف) (أقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطأون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون).
من هنا كانت الحياة مع المؤمن التقى حياة آمنة إذا كان إيمانه هذا قد اختبر وتدرب باختبارات وتدريبات الحياة الزوجية التي لا يثبت فيها كثيرون للأسف الشديد.. رغم ثباتهم وصبرهم وحماسهم وصمودهم في جوانب أخرى
المصدر: منتديات عالم الزين
via منتديات عالم الزين https://ift.tt/2GvGdEQ
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire