بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة التكـوير
- التعريف بالسورة: مكية، وعدد آياتها تسع وعشرون آية، ترتيبها في المصحف الحادية والثمانون، نزلت بعد سورة المسد وقبل سورة الأعلى.
- تسميتها: سميت سورة التكوير، لافتتاحها بقوله تعالى: ï´؟ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ï´¾ أي جمع بعضها إلى بعض، ثم لفّت، فرمى بها، ومحى ضوؤها. يقال لهَا سُورَةُ كُوِّرَتْ، أَوْ سُورَةُ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ .
- مناسبتها لما قبلها: لما ختمت سورة عبس بوعيد الكفرة الفجرة بيوم الصاخة لجحودهم بما لهذا القرآن من التذكرة، لما قال سبحانه: ï´؟ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ï´؟ظ£ظ£ï´¾ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ï´؟ظ£ظ¤ï´¾ ï´¾.... الآيات إلى آخر السورة. كان مظنة لاستفهام السائل عن الوقوع ومتى يكون فقال تعالى: ï´؟ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ï´¾. ابتدئت هذه بإتمام ذلك ، فصور ذلك اليوم بما يكون فيه من الأمور الهائلة.
- موضوعها: هذه السورة كغيرها من السور المكية تتعلق بالعقيدة، فهي تقرر حقيقتين هامتين هما: حقيقة ما يوجد في يوم القيامة من أهوال، وتثبت حقيقة أن القرآن الكريم وحي ورسالة منزل من عند اللّه تعالى. وكلا الحقيقتين من لوازم الإِيمان.
- فضلها: أخرج الإمام أحمد والترمذي والحاكم عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه ï·؛:« من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة، كأنه رأي عين، فليقرأ: ï´؟ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ. وإِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ. وإِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ ï´¾».
المحور الأول أحوال القيامة وأهوالها وما يصحبها من انقلاب كوني: (الآيات: 1 إلى 14).
- المعنى الإجمالي: تتناول هذه الآيات بيان أهوال القيامة، وما يصاحبها من انقلاب كوني هائل وتغيرات غريبة، تشمل كل ما يشاهده الإنسان في الدنيا من شمس، ونجوم، وجبال، وأنعام، ووحوش، وبحار، والأرض، وبشر، وسماء، ويهز الكون هزاً عنيفاً طويلاً، ينتثر فيه كل الوجود، ولا يبقى شيء إِلا وقد تبدَّل وتغيَّر من هول ما يحدث في ذلك اليوم الرهيب وتبرز بعدئذ الجحيم ونيرانها، والجنة ونعيمها.
- المفردات اللغوية:
كُوِّرَتْ ï´؟ظ،ï´¾ لفّت وطويت وأزيل. وكور الشيء: إدارته وضم بعضه إلى بعض، ككور العمامة.
انكَدَرَتْ ï´؟ظ¢ï´¾ تناثرت وتساقطت وتهاوت على الأرض.
سُيِّرَتْ ï´؟ظ£ï´¾ أزيلت عن مواضعها بزلزلة الأرض، والسير: المضي في الأرض، والتسيير ضربان: أحدهما: بالأمر، والاختيار، والإرادة من السائر. والثاني: بالقهر والتسخير كتسخير الجبال.
الْعِشَارُ ï´؟ظ¤ï´¾ الْعِشارُ جمع عشراء وهي الناقة التي مر على حملها عشرة أشهر.
عُطِّلَتْ ï´؟ظ¤ï´¾ عُطِّلَتْ تركت مهملة بلا راع وبلا حلب.
الْوُحُوشُ ï´؟ظ¥ï´¾ خلاف الإنس، وتسمى الحيوانات التي لا أنس لها بالإنس وحشا، وجمعه وحوش.
حُشِرَتْ ï´؟ظ¥ï´¾ الحشر: إخراج الجماعة عن مقرهم وإزعاجهم عنه إلى الحرب ونحوها، ولا يقال الحشر إلا في الجماعة، وسمي يوم القيامة يوم الحشر كما سمي يوم البعث والنشر.
سُجِّرَتْ ï´؟ظ¦ï´¾ السجر: تهييج النار، يقال: سجرت التنور.
الْمَوْءُودَةُ ï´؟ظ¨ï´¾ الموءدة هي البنت التي كان بعض أهل الجاهلية العرب يدفنها حية في التراب، من كراهية البنات غيرة عليها من السبي والاسترقاق أو مخافة الإملاق (الفقر).
كُشِطَتْ ï´؟ظ،ظ،ï´¾ وهو من: كشط الناقة، أي: تنحية الجلد عنها، ومنه استعير: انكشط روعة ، أي: زال.
سُعِّرَتْ ï´؟ظ،ظ¢ï´¾ السعر: التهاب النار، واستعر الحرب، نحو: اشتعل، موقدة، ومهيجة. والسعار: حر النار.
أُزْلِفَتْ ï´؟ظ،ظ£ï´¾ قربت، والزلفة: المنزلة والحظوة.
- الشرح والبيان:
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ إِذا الشمس لُفَّت ومُحِيَ ضوءها وأزيل نورها إيذانا بخراب العالم.
وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ أي وإِذا النجوم تساقطت من مواضعها وتناثرت، كما قال تعالى: ï´؟ وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ ï´¾ (الانفطار – 2).
وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ أي وإِذا الجبال حركت من أماكنها حين زلزلة الأرض، قال ابن عطية في المحرر الوجيز:« وتسيير الجبال هو قبل نسفها، وإنما ذلك في صدر هول القيامة ».
وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ أي وإِذا النوق الحوامل التي في بطونها أولادها، تركت مهملة بلا راع ولا طالب، لشدة الخطب، وعظمة الهول وخصَّ النوق بالذكر لأنها أنفس مال عند العرب وأعزّة عندهم.
وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ أي الدواب البرية غير الإنسانية جُمعت، قال ابن عطية في المحرر الوجيز:« واختلف الناس في هذا الجمع ما هو؟ فقال ابن عباس: حُشِرَتْ بالموت، وقال قتادة وجماعة: حُشِرَتْ للجمع يوم القيامة، ويقتص للجماء من القرناء. وقال أبيّ بن كعب: حُشِرَتْ في الدنيا في أول هول يوم القيامة فإنها تفر في الأرض وتجتمع إلى بني آدم تأنيسا بهم ».
قلت: جمعت من أوكارها وأجحارها ذاهلةً من شدة الفزع، وحشرها: موتها وهلاكها وذلك قبل البعث، أو بعثت حتى يقتص لبعضها من بعض، فيقتصّ للجمّاء من القرناء، ثم يقال لها: كوني ترابا وذلك بعد البعث.
وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ أي وإِذا البحار أوقدت بالبراكين والزلازل فصارت تأججت ناراً، وصارت نيراً تضطرم وتلتهب كما قال تعالى: ï´؟ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ï´¾ (الطور- 6). وحينئذ تصير البحار في غاية الحرارة والإحراق.
وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ أي وإذا قرنت الأرواح بأجسادها حين النشأة الآخرة.
وَإِذَا الْمَوْءودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ أي وإِذا البنت التي دفنت وهي حية خوف العار أو الحاجة، كما كان بعض قبائل العرب يفعل في الجاهلية، سئلت توبيخاً لقاتلها، لأن سؤالها يؤول إلى سؤال الفاعلين: ما هو ذنبها حتى قتلت ؟ لأنها قتلت بغير ذنب فعلته، ليكون ذلك تهديدا لقاتلها، والوأد جريمة عظمي، وعقاب القاتل النار.
وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ أي وإِذا صحف الأعمال التي كتبت الملائكة فيها ما فعل أهلها من خير وشرّ عرضت ونشرت وبسطت عند الحساب.
وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ أي وإِذا السماء أزيلت ونزعت من مكانها، كما ينزع الجلد عن الشاة، فلم يبق لها وجود.
وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ أي وإِذا نار جهنم أوقدت لأعداء الله تعالى إيقادا شديدا.
وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ أي وإِذا الجنة أدنيت وقربت من المتقين، كما قال تعالى:ï´؟ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ï´¾ (ق - 31).
عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ أي إذا حصل كل ما تقدم من الأحداث، ووقعت هذه الأمور، علمت كل نفس ما أحضرته عند نشر الصحف، وما عملت من خير أو شر، كما قال تعالى: ï´؟ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً ، وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً ï´¾ (آل عمران - 30). وقال سبحانه: ï´؟ يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ ï´¾ (القيامة - 13).
- هذه أوصاف القيامة وأحداثها الجسام، لتعظيمها وتخويف الناس بها فهو إنذار مسبق، ولقد أعذر من أنذر، والقصد من تخويف البشر الإعداد ليوم القيامة بما يحقق لهم النجاة والأمن والسلامة. إذ حين حدوث هذه الوقائع الجسام، تعلم كل نفس علم اليقين ما عملت من خير وشرّ، وتعرف مصيرها.
المحور الثاني القسم والحلف لإثبات صدق الوحي القرآني وصحة رسالة ونبوة محمد : ( الآيات 15 الى 29 ).
- المعنى الإجمالي: تتحدث هذه الآيات عن حقيقة الوحي القرآني، وصفة النبي الذي يتلقاه، وإثبات نبوته ورسالته وأمانته في تبليغ الوحي وأهليته العالية لتلقي الوحي وتنزيله من اللّه بواسطة جبريل الأمين على قلب النبي المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم، ورؤيته جبريل على صورته الحقيقية. وختمت السورة الكريمة ببيان بطلان مزاعم المشركين حول القرآن العظيم، وذكرت أنه موعظةٌ وذكرى من الله تعالى لجميع عباده من الإنس والجن ممن أراد الهداية وأقبل على الخير ، وأن مشيئة العبد تابعة لمشيئة اللّه تعالى، فلا يستطيع الاستقلال بعمل ما دون إرادة اللّه.
- المفردات اللغوية:
بِالْخُنَّسِ ï´؟ظ،ظ¥ï´¾ بِالْخُنَّسِ على الأرجح: هي جميع النجوم، لأنها تخنس (تختفي) نهارا، وتختفي عن البصر في المغيب، وتظهر ليلا.
الْجَوَارِ ï´؟ظ،ظ¦ï´¾ الجري: المر السريع، والجواري السيارة التي تجري مع الشمس والقمر.
الْكُنَّسِ ï´؟ظ،ظ¦ï´¾ الْكُنَّسِ معناها النجوم، لذكر الليل والصبح بعد هذا. تكنس وتستتر في مغيبها تحت الأفق، كما تكنس الظباء في مغاراتها من كنس الظبي أو الوحش إذا دخل كناسة، وهو بيته المتخذ من أغصان الشجر.
عَسْعَسَ ï´؟ظ،ظ§ï´¾ عَسْعَسَ أقبل بظلامه، أو أدبر، فهو من ألفاظ الأضداد.
تَنَفَّسَ ï´؟ظ،ظ¨ï´¾ تَنَفَّسَ أضاء وظهر نوره.
بِضَنِينٍ ï´؟ظ¢ظ¤ï´¾ أي: ما هو ببخيل، والضنة هو البخل بالشيء النفيس،وقرئ : « بظنين »، أي بمتهم.
- الشرح والبيان:
فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ فَلا أُقْسِمُ يراد بها القسم في أسلوب العرب، ويراد بها تأكيد الخبر، كأنه في ثبوته وظهوره لا يحتاج إلى قسم. وإنما أقسم سبحانه بهذه النجوم، لما في تبدل أحوالها من الظهور والخفاء من الدلالة على قدرة مبدعها ومصرّفها. أي فأقسم قسماً مؤكداً بالنجوم المضيئة التي تختفي بالنهار، وتظهر بالليل على صدق القرآن، وصحة رسالة محمد .
الْجَوَارِ الْكُنَّسِ أي التي تجري وتسير مع الشمس والقمر ثم تستتر وقت غروبها، كما تستتر الظباء في كنائسها - مغاراتها –.
وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ أي وأقسم بالليل إِذا أقبل بظلامه حتى غطَّى الكون، لما فيه من الرهبة.
وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ أي وبالصبح إِذا أضاء وتبلَّج، واتَّسع ضياؤه حتى صار نهاراً واضحاً[1] .
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ هذا هو المقسم عليه أي إن هذا القرآن الكريم، لكلام اللـه المنزل بواسطة ملك وأراد بالرسول " جبريل " وأضاف القرآن إليه لأنه جاء به، وهو في الحقيقة قول اللـه تعالى.
ثَمَّ ذكر أوصاف أربعة أخرى لجبريل .
ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ أي شديد القوى في الحفظ التام والتبليغ الكامل، وذو رفعة عالية، ومكانة سامية عند اللّه سبحانه.
مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ أي مطاعٍ هناك في الملأ الأعلى، تطيعه الملائكة الأبرار، مؤتمن على الوحي الذي ينزل به على الأنبياء ومطاع بين الملائكة ، يرجعون إليه ويطيعونه ، فهو من السادة الأشراف، مؤتمن على الوحي الذي ينزل به على الأنبياء رسالة من ربّه.
وبعد بيان أوصاف الرسول الملك، ذكر تعالى وصف المرسل إليه.
وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ أقسم تعالى على أن محمداً ï·؛ ليس بمجنون كما يزعم أهل مكة، فنفى تعالى عنه الجنون، وكون القرآن من عند نفسه. وذكره بوصف الصحبة للإشعار بأنهم عالمون بأمره، وبأنه أعقل الناس وأكملهم. ونظير الآية قوله تعالى: ï´؟ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ ، إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ï´¾( الأعراف - 184)، وقوله: ï´؟ قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى، ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ، إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ ï´¾ ( سبأ - 46)، وقوله: ï´؟ أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ، ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ، وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ ï´¾ ( الدخان - 13- 14).
وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ أي وأقسمُ لقد رأى محمد ï·؛ جبريل في صورته الملكية التي خلقه الله عليها، بجهة الأفق الأعلى البيّن من ناحية المشرق حيث تطلع الشمس. وهذه الرؤية بعد رؤيته في بدء الوحي عند غار حراء، حين رآه على كرسي بين السماء والأرض في صورته ، له ست مائة جناح.
وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ أي وما محمد ï·؛ على الوحي ببخيل يقصِّر في تبليغه وتعليمه، بل يبلغ رسالة ربه بكل أمانةٍ وصدق.
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ أي وما القرآن بقول شيطان مرجوم بالشهب كما يقول مشركوا قريش.
فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ أيْ فأيَّ طريقٍ تسلكون أبين من هذه الطريقة التي قد بيّنت لكم ؟ وأين تذهب عقولكم في تكذيبكم بهذا القرآن مع ظهوره و وضوح آياته وسطوع براهينه وبيان كونه حقا من عند اللّه تعالى ؟
إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ أي ما هذا القرآن إِلا موعظة وتذكرة للخلق أجمعين بما ينفعهم، وتحذير لهم عما يضرهم.
لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ أي لمن أراد من البشر أن يستقيم على الحق والإيمان والطاعة ، ويتبع شريعة الله، ويسلك طريق الأبرار.
وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ أي وما تشاؤون الاستقامة ولا تقدرون على ذلك إلا بمشيئة اللّه وتوفيقه، فليست المشيئة موكولة إليكم، فمن شاء اهتدى، ومن شاء ضل، بل ذلك كله تابع لمشيئة اللّه تعالى ربّ الإنس والجن والعالم كله.
- سبب نزول الآية: وَمَا تَشَاءُونَ.. (29). عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، قال: لما نـزلت هذه الآية لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَقال أبو جهل: الأمر إلينا، إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم، فأنـزل الله: وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ .
- ما يستفاد من الآيات من معان:
1 - إثبات نبوة محمد وتزكيته من الله .
2 - تزكية جبريل من الله سبحانه وبيان صفاته الكمالية .
3 - مشيئة الله سابقة لمشيئة العبد فلا يقع في ملكه ما لا يريد.
تم بحمد الله
تفسير سورة التكـوير
- التعريف بالسورة: مكية، وعدد آياتها تسع وعشرون آية، ترتيبها في المصحف الحادية والثمانون، نزلت بعد سورة المسد وقبل سورة الأعلى.
- تسميتها: سميت سورة التكوير، لافتتاحها بقوله تعالى: ï´؟ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ï´¾ أي جمع بعضها إلى بعض، ثم لفّت، فرمى بها، ومحى ضوؤها. يقال لهَا سُورَةُ كُوِّرَتْ، أَوْ سُورَةُ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ .
- مناسبتها لما قبلها: لما ختمت سورة عبس بوعيد الكفرة الفجرة بيوم الصاخة لجحودهم بما لهذا القرآن من التذكرة، لما قال سبحانه: ï´؟ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ï´؟ظ£ظ£ï´¾ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ï´؟ظ£ظ¤ï´¾ ï´¾.... الآيات إلى آخر السورة. كان مظنة لاستفهام السائل عن الوقوع ومتى يكون فقال تعالى: ï´؟ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ï´¾. ابتدئت هذه بإتمام ذلك ، فصور ذلك اليوم بما يكون فيه من الأمور الهائلة.
- موضوعها: هذه السورة كغيرها من السور المكية تتعلق بالعقيدة، فهي تقرر حقيقتين هامتين هما: حقيقة ما يوجد في يوم القيامة من أهوال، وتثبت حقيقة أن القرآن الكريم وحي ورسالة منزل من عند اللّه تعالى. وكلا الحقيقتين من لوازم الإِيمان.
- فضلها: أخرج الإمام أحمد والترمذي والحاكم عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه ï·؛:« من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة، كأنه رأي عين، فليقرأ: ï´؟ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ. وإِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ. وإِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ ï´¾».
المحور الأول أحوال القيامة وأهوالها وما يصحبها من انقلاب كوني: (الآيات: 1 إلى 14).
- المعنى الإجمالي: تتناول هذه الآيات بيان أهوال القيامة، وما يصاحبها من انقلاب كوني هائل وتغيرات غريبة، تشمل كل ما يشاهده الإنسان في الدنيا من شمس، ونجوم، وجبال، وأنعام، ووحوش، وبحار، والأرض، وبشر، وسماء، ويهز الكون هزاً عنيفاً طويلاً، ينتثر فيه كل الوجود، ولا يبقى شيء إِلا وقد تبدَّل وتغيَّر من هول ما يحدث في ذلك اليوم الرهيب وتبرز بعدئذ الجحيم ونيرانها، والجنة ونعيمها.
- المفردات اللغوية:
كُوِّرَتْ ï´؟ظ،ï´¾ لفّت وطويت وأزيل. وكور الشيء: إدارته وضم بعضه إلى بعض، ككور العمامة.
انكَدَرَتْ ï´؟ظ¢ï´¾ تناثرت وتساقطت وتهاوت على الأرض.
سُيِّرَتْ ï´؟ظ£ï´¾ أزيلت عن مواضعها بزلزلة الأرض، والسير: المضي في الأرض، والتسيير ضربان: أحدهما: بالأمر، والاختيار، والإرادة من السائر. والثاني: بالقهر والتسخير كتسخير الجبال.
الْعِشَارُ ï´؟ظ¤ï´¾ الْعِشارُ جمع عشراء وهي الناقة التي مر على حملها عشرة أشهر.
عُطِّلَتْ ï´؟ظ¤ï´¾ عُطِّلَتْ تركت مهملة بلا راع وبلا حلب.
الْوُحُوشُ ï´؟ظ¥ï´¾ خلاف الإنس، وتسمى الحيوانات التي لا أنس لها بالإنس وحشا، وجمعه وحوش.
حُشِرَتْ ï´؟ظ¥ï´¾ الحشر: إخراج الجماعة عن مقرهم وإزعاجهم عنه إلى الحرب ونحوها، ولا يقال الحشر إلا في الجماعة، وسمي يوم القيامة يوم الحشر كما سمي يوم البعث والنشر.
سُجِّرَتْ ï´؟ظ¦ï´¾ السجر: تهييج النار، يقال: سجرت التنور.
الْمَوْءُودَةُ ï´؟ظ¨ï´¾ الموءدة هي البنت التي كان بعض أهل الجاهلية العرب يدفنها حية في التراب، من كراهية البنات غيرة عليها من السبي والاسترقاق أو مخافة الإملاق (الفقر).
كُشِطَتْ ï´؟ظ،ظ،ï´¾ وهو من: كشط الناقة، أي: تنحية الجلد عنها، ومنه استعير: انكشط روعة ، أي: زال.
سُعِّرَتْ ï´؟ظ،ظ¢ï´¾ السعر: التهاب النار، واستعر الحرب، نحو: اشتعل، موقدة، ومهيجة. والسعار: حر النار.
أُزْلِفَتْ ï´؟ظ،ظ£ï´¾ قربت، والزلفة: المنزلة والحظوة.
- الشرح والبيان:
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ إِذا الشمس لُفَّت ومُحِيَ ضوءها وأزيل نورها إيذانا بخراب العالم.
وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ أي وإِذا النجوم تساقطت من مواضعها وتناثرت، كما قال تعالى: ï´؟ وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ ï´¾ (الانفطار – 2).
وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ أي وإِذا الجبال حركت من أماكنها حين زلزلة الأرض، قال ابن عطية في المحرر الوجيز:« وتسيير الجبال هو قبل نسفها، وإنما ذلك في صدر هول القيامة ».
وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ أي وإِذا النوق الحوامل التي في بطونها أولادها، تركت مهملة بلا راع ولا طالب، لشدة الخطب، وعظمة الهول وخصَّ النوق بالذكر لأنها أنفس مال عند العرب وأعزّة عندهم.
وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ أي الدواب البرية غير الإنسانية جُمعت، قال ابن عطية في المحرر الوجيز:« واختلف الناس في هذا الجمع ما هو؟ فقال ابن عباس: حُشِرَتْ بالموت، وقال قتادة وجماعة: حُشِرَتْ للجمع يوم القيامة، ويقتص للجماء من القرناء. وقال أبيّ بن كعب: حُشِرَتْ في الدنيا في أول هول يوم القيامة فإنها تفر في الأرض وتجتمع إلى بني آدم تأنيسا بهم ».
قلت: جمعت من أوكارها وأجحارها ذاهلةً من شدة الفزع، وحشرها: موتها وهلاكها وذلك قبل البعث، أو بعثت حتى يقتص لبعضها من بعض، فيقتصّ للجمّاء من القرناء، ثم يقال لها: كوني ترابا وذلك بعد البعث.
وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ أي وإِذا البحار أوقدت بالبراكين والزلازل فصارت تأججت ناراً، وصارت نيراً تضطرم وتلتهب كما قال تعالى: ï´؟ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ï´¾ (الطور- 6). وحينئذ تصير البحار في غاية الحرارة والإحراق.
وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ أي وإذا قرنت الأرواح بأجسادها حين النشأة الآخرة.
وَإِذَا الْمَوْءودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ أي وإِذا البنت التي دفنت وهي حية خوف العار أو الحاجة، كما كان بعض قبائل العرب يفعل في الجاهلية، سئلت توبيخاً لقاتلها، لأن سؤالها يؤول إلى سؤال الفاعلين: ما هو ذنبها حتى قتلت ؟ لأنها قتلت بغير ذنب فعلته، ليكون ذلك تهديدا لقاتلها، والوأد جريمة عظمي، وعقاب القاتل النار.
وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ أي وإِذا صحف الأعمال التي كتبت الملائكة فيها ما فعل أهلها من خير وشرّ عرضت ونشرت وبسطت عند الحساب.
وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ أي وإِذا السماء أزيلت ونزعت من مكانها، كما ينزع الجلد عن الشاة، فلم يبق لها وجود.
وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ أي وإِذا نار جهنم أوقدت لأعداء الله تعالى إيقادا شديدا.
وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ أي وإِذا الجنة أدنيت وقربت من المتقين، كما قال تعالى:ï´؟ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ï´¾ (ق - 31).
عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ أي إذا حصل كل ما تقدم من الأحداث، ووقعت هذه الأمور، علمت كل نفس ما أحضرته عند نشر الصحف، وما عملت من خير أو شر، كما قال تعالى: ï´؟ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً ، وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً ï´¾ (آل عمران - 30). وقال سبحانه: ï´؟ يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ ï´¾ (القيامة - 13).
- هذه أوصاف القيامة وأحداثها الجسام، لتعظيمها وتخويف الناس بها فهو إنذار مسبق، ولقد أعذر من أنذر، والقصد من تخويف البشر الإعداد ليوم القيامة بما يحقق لهم النجاة والأمن والسلامة. إذ حين حدوث هذه الوقائع الجسام، تعلم كل نفس علم اليقين ما عملت من خير وشرّ، وتعرف مصيرها.
المحور الثاني القسم والحلف لإثبات صدق الوحي القرآني وصحة رسالة ونبوة محمد : ( الآيات 15 الى 29 ).
- المعنى الإجمالي: تتحدث هذه الآيات عن حقيقة الوحي القرآني، وصفة النبي الذي يتلقاه، وإثبات نبوته ورسالته وأمانته في تبليغ الوحي وأهليته العالية لتلقي الوحي وتنزيله من اللّه بواسطة جبريل الأمين على قلب النبي المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم، ورؤيته جبريل على صورته الحقيقية. وختمت السورة الكريمة ببيان بطلان مزاعم المشركين حول القرآن العظيم، وذكرت أنه موعظةٌ وذكرى من الله تعالى لجميع عباده من الإنس والجن ممن أراد الهداية وأقبل على الخير ، وأن مشيئة العبد تابعة لمشيئة اللّه تعالى، فلا يستطيع الاستقلال بعمل ما دون إرادة اللّه.
- المفردات اللغوية:
بِالْخُنَّسِ ï´؟ظ،ظ¥ï´¾ بِالْخُنَّسِ على الأرجح: هي جميع النجوم، لأنها تخنس (تختفي) نهارا، وتختفي عن البصر في المغيب، وتظهر ليلا.
الْجَوَارِ ï´؟ظ،ظ¦ï´¾ الجري: المر السريع، والجواري السيارة التي تجري مع الشمس والقمر.
الْكُنَّسِ ï´؟ظ،ظ¦ï´¾ الْكُنَّسِ معناها النجوم، لذكر الليل والصبح بعد هذا. تكنس وتستتر في مغيبها تحت الأفق، كما تكنس الظباء في مغاراتها من كنس الظبي أو الوحش إذا دخل كناسة، وهو بيته المتخذ من أغصان الشجر.
عَسْعَسَ ï´؟ظ،ظ§ï´¾ عَسْعَسَ أقبل بظلامه، أو أدبر، فهو من ألفاظ الأضداد.
تَنَفَّسَ ï´؟ظ،ظ¨ï´¾ تَنَفَّسَ أضاء وظهر نوره.
بِضَنِينٍ ï´؟ظ¢ظ¤ï´¾ أي: ما هو ببخيل، والضنة هو البخل بالشيء النفيس،وقرئ : « بظنين »، أي بمتهم.
- الشرح والبيان:
فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ فَلا أُقْسِمُ يراد بها القسم في أسلوب العرب، ويراد بها تأكيد الخبر، كأنه في ثبوته وظهوره لا يحتاج إلى قسم. وإنما أقسم سبحانه بهذه النجوم، لما في تبدل أحوالها من الظهور والخفاء من الدلالة على قدرة مبدعها ومصرّفها. أي فأقسم قسماً مؤكداً بالنجوم المضيئة التي تختفي بالنهار، وتظهر بالليل على صدق القرآن، وصحة رسالة محمد .
الْجَوَارِ الْكُنَّسِ أي التي تجري وتسير مع الشمس والقمر ثم تستتر وقت غروبها، كما تستتر الظباء في كنائسها - مغاراتها –.
وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ أي وأقسم بالليل إِذا أقبل بظلامه حتى غطَّى الكون، لما فيه من الرهبة.
وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ أي وبالصبح إِذا أضاء وتبلَّج، واتَّسع ضياؤه حتى صار نهاراً واضحاً[1] .
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ هذا هو المقسم عليه أي إن هذا القرآن الكريم، لكلام اللـه المنزل بواسطة ملك وأراد بالرسول " جبريل " وأضاف القرآن إليه لأنه جاء به، وهو في الحقيقة قول اللـه تعالى.
ثَمَّ ذكر أوصاف أربعة أخرى لجبريل .
ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ أي شديد القوى في الحفظ التام والتبليغ الكامل، وذو رفعة عالية، ومكانة سامية عند اللّه سبحانه.
مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ أي مطاعٍ هناك في الملأ الأعلى، تطيعه الملائكة الأبرار، مؤتمن على الوحي الذي ينزل به على الأنبياء ومطاع بين الملائكة ، يرجعون إليه ويطيعونه ، فهو من السادة الأشراف، مؤتمن على الوحي الذي ينزل به على الأنبياء رسالة من ربّه.
وبعد بيان أوصاف الرسول الملك، ذكر تعالى وصف المرسل إليه.
وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ أقسم تعالى على أن محمداً ï·؛ ليس بمجنون كما يزعم أهل مكة، فنفى تعالى عنه الجنون، وكون القرآن من عند نفسه. وذكره بوصف الصحبة للإشعار بأنهم عالمون بأمره، وبأنه أعقل الناس وأكملهم. ونظير الآية قوله تعالى: ï´؟ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ ، إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ï´¾( الأعراف - 184)، وقوله: ï´؟ قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى، ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ، إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ ï´¾ ( سبأ - 46)، وقوله: ï´؟ أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ، ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ، وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ ï´¾ ( الدخان - 13- 14).
وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ أي وأقسمُ لقد رأى محمد ï·؛ جبريل في صورته الملكية التي خلقه الله عليها، بجهة الأفق الأعلى البيّن من ناحية المشرق حيث تطلع الشمس. وهذه الرؤية بعد رؤيته في بدء الوحي عند غار حراء، حين رآه على كرسي بين السماء والأرض في صورته ، له ست مائة جناح.
وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ أي وما محمد ï·؛ على الوحي ببخيل يقصِّر في تبليغه وتعليمه، بل يبلغ رسالة ربه بكل أمانةٍ وصدق.
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ أي وما القرآن بقول شيطان مرجوم بالشهب كما يقول مشركوا قريش.
فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ أيْ فأيَّ طريقٍ تسلكون أبين من هذه الطريقة التي قد بيّنت لكم ؟ وأين تذهب عقولكم في تكذيبكم بهذا القرآن مع ظهوره و وضوح آياته وسطوع براهينه وبيان كونه حقا من عند اللّه تعالى ؟
إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ أي ما هذا القرآن إِلا موعظة وتذكرة للخلق أجمعين بما ينفعهم، وتحذير لهم عما يضرهم.
لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ أي لمن أراد من البشر أن يستقيم على الحق والإيمان والطاعة ، ويتبع شريعة الله، ويسلك طريق الأبرار.
وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ أي وما تشاؤون الاستقامة ولا تقدرون على ذلك إلا بمشيئة اللّه وتوفيقه، فليست المشيئة موكولة إليكم، فمن شاء اهتدى، ومن شاء ضل، بل ذلك كله تابع لمشيئة اللّه تعالى ربّ الإنس والجن والعالم كله.
- سبب نزول الآية: وَمَا تَشَاءُونَ.. (29). عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، قال: لما نـزلت هذه الآية لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَقال أبو جهل: الأمر إلينا، إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم، فأنـزل الله: وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ .
- ما يستفاد من الآيات من معان:
1 - إثبات نبوة محمد وتزكيته من الله .
2 - تزكية جبريل من الله سبحانه وبيان صفاته الكمالية .
3 - مشيئة الله سابقة لمشيئة العبد فلا يقع في ملكه ما لا يريد.
تم بحمد الله
فريق اسلامي، محتوى اسلامي، عالم الزين، منتدى، منتدى اسلامي، منتدى الاناشيد، منتدى الشريعة الاسلامية، اهل الحديث، أهل السنة، كتاب والسنة، كتاب الله، شريعة الله، تفاسير اسلامية، تفسير القران الكريم، تفسير سورة التكوير، تعاليم سورة التكوير، ارشادات اسلامية، معلومات دينية، قصص اسلامية، أهل الكتاب، تعاليم اسلامية 2016، مواضيع دينية، فقه وعقيدة، مواضيع للدين، فتاوي دينية، فتاوي اسلامية، مواضيع اسلامية جديدة، مواضيع اسلامية فخمة، منتدى اسلامي عام، منتدى القران الكريم، منتدى العقيدة، منتدى عالم الزين، الزين عالم، شريعة اسلامية، مواضيع في الدين، مواضيع في الفقة والقيدة، فتاوي اسلامية عامة، فتاوي اسلامية خاصة، منتدي اسلاميات، منتديات اسلامية، شرائع الله، مواضيع خاصة بالمسلمين، مواضيع مسلمين، مواضيع اسلامية أكثر من رائعة، عالم اسلامي، عالم سني، افكار اسلامية، تشريعات اسلامية، حدود، ايمانيات، روحانيات.
المصدر: منتديات عالم الزين
via منتديات عالم الزين http://ift.tt/2btKLKt
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire