بحث عن علم النفس التربوي مفيد للمعلم بحث عن علم النفس التربوي مفيد للمعلم
ويعتبر علم النفس التربوي من المواد الأساسية اللازمة لتدريب المعلمين، لأنه يزودهم بالأسس والمبادئ النفسية الصحيحة التي تتناول طبيعة التعلم المدرسي لكي يصبحوا أكثر قدرة ومرونة في مواجهة مشكلات العمل المدرسي، ولكن ماذا يفعل المعلم في حالة غياب مثل هذه المبادئ ؟
في حالة غياب هذه المبادئ السيكولوجية سوف يلجأ المعلم إلى إتباع أحد البدائل الثلاثة التالية : الاعتماد على القواعد التربوية التقليدية، أو تقليد معلميه القدامى وزملائه ذوي الخبرة، أو قد يقوم بعمليات المحاولة والخطأ وذلك للوقوف على المبادئ التي تحكم عملية التعلم المدرسي .
*بالنسبة لإتباع القواعد التربوية التقليدية : فإن هذه القواعد لا تكون صحيحة على الدوام، وفي معظم الأحوال وتحت كل الظروف والشروط، وإنما يفترض أنها تتغير من جيل إلى جيل بتغير الشروط التربوية وتغير الأهداف التعليمية . ولذلك فالمعلم في حاجة إلى المبادئ السيكولوجية الصحيحة التي يزوده بها علم النفس التربوي عوضاً عن التطبيق الأعمى لقاعدة تربوية تقليدية واحدة * أما اللجوء إلى تقليد معلم قديم أو زميل خبير : فقد ينطوي على نوع من الحكمة، ويؤدي إلى الاطمئنان والاستقرار وبخاصة عند المعلم حديث العهد بمهنة التعليم، أو غير المؤهل تربوياً، إلا أن أسلوب التقليد يستلزم وجود نموذج جيد، وإلا أصبحت عملية التقليد عائقاً يحول دون التقدم المهني للمعلم، ومهما كان النموذج جيداً فما زال خطر التقليد الأعمى لهذا النموذج قائماً، ولن يكون النموذج بديلاً عن المبادئ السيكولوجية السليمة التي يزوده بها علم النفس التربوي عند مواجهة مشكلات التعلم .
* البديل الثالث هو اللجوء إلى أسلوب المحاولة والخطأ : وهذا الأسلوب يعتبر عملاً عشوائياً وضياع للوقت والجهد دون أية فائدة مرجوة، وذلك لأن المبادئ السيكولوجية الصادقة تستبعد كافة المحاولات التي لا تستحق الاختبار، لعدم اتفاقها أصلاً مع المبادئ النفسية التي أكدت البحوث صدقها .
تعريف علم النفس التربوي
هو فرع من علم النفس التطبيقي يبحث في المشكلات التربوية، وبمعنى أبسط فهو يستغل الأعمال والأبحاث والنتائج المتوصل إليها، ونظريات علم النفس لدراسة موضوعات تربوية مثل:التعلم، الفروق الفردية، دوافع السلوك، الذاكرة، الذكاء، التوجيه التربوي، التقويم إلى غير ذلك من الموضوعات التي تهم حقل التربية والتعليم .
موضوعات علم النفس التربوي.
إذا سلمنا بأن علم النفس التربوي هو تطبيق لنتائج البحوث والنظريات النفسية في ميدان التربية والتعليم فإن الموضوعات التي يعالجها علم النفس التربوي هي :
1- معرفة خصائص نمو الطفل وصفاته المميزة في كل مرحلة من مراحل نموه والاستفادة منها في
وضع المناهج والبرامج المناسبة .
2- من خلال علم النفس التربوي يتم التعرف على الدوافع الحقيقية لسلوك الأطفال ومنه يمكن التفكير في كيفية تحسين إقبالهم على الدروس بشوق ورغبة وتجنب الإجبار و القسوة والعقاب
3- تنظيم الجدول المدرسي من حيث تنظيم مواعيد العمل والراحة بما يضمن التقليل من الإرهاق
وشعورهم بالملل.
4- تحديد الأسس التي بموجبها نعين المجموعات المتجانسة من التلاميذ من حيث مستوياتهم
العقلية أو بعض القدرات الخاصة .
5- كيفية انتقاء ضعاف التحصيل وضعاف العقول والأغبياء وإعطائهم ما يناسبهم من الخبرات . •
6- البحث في مشكلات التلاميذ النفسية سواء ما تعلق منها بالتأخر الدراسي أو الاضطرابات المزاجية والخلقية الأخرى وتفسير أسباب وقوعها ليفهمها المعلم أكثر ويتجاوز عقباتها .
7- تحليل المواد الدراسية إلى جزئيات لمعرفة القدرات العقلية للتلاميذ التي يتطلبها تدريس كل مادة ومستوى النضج من حيث صلاحيتهم لمتابعة الدراسة في أنواع العلوم المختلفة .
8- تحليل ودراسة العلاقات الاجتماعية بين أفراد أسرة المدرسة والآثار الناجمة عنها وانعكاساتها على العمل المدرسي.
9- دراسة سيكولوجية التعلم من حيث قوانينه وأنواعه ونظرياته والعوامل التي تساعد على سرعة التعليم .
وباختصار فإن علم النفس التربوي يسعى إلى تحقيق هدفين أساسين هما :
I- توليد المعرفة الخاصة بالتعلم والطلاب وتنظيمها على نحو منهجي في شكل نظريات ومبادئ
ومعلومات ذات صلة بالطلاب والتعلم .
-IIوالهدف الثاني هو صياغة هذه المعرفة في أشكال تمكن المعلمين والتربويين من استخدامها
وتطبيقها والإفادة منها
. أهداف علم النفس التربوي :
يسعى علم النفس التربوي إلى تحقيق هدفين أساسيين :
الأول : توليد المعرفة الخاصة بالتعلم وتنظيمها على نحو منهجي بحيث تتضمن نظريات ومبادئ ومعلومات ذات صلة بالطلاب والتعلم، وهو هدف نظري يعتمد على عدد من مناهج البحث مثل الملاحظة والضبط والتجريبي .
الثاني : هو صياغة المعلومات بصورة تسهل استخدامها وتطبيقها وهو هدف تطبيقي، وهنا يعمل علماء النفس التربوي على تطبيق ما يصلون إليه من معارف ونظريات ومبادئ في المواقف التعليمية المختلفة، وتعديل هذه المعارف في ضوء ما تسفر عنه نتائج التطبيق .
وبهذين الهدفين لعلم النفس التربوي، يتم تجاوز مشكلة سد الثغرة بين النظرية والتطبيق، فعلم النفس التربوي لا هو علم نظري بحت، ولا هو تطبيقي محض، بل يحتل مركزاً وسطاً بينهما، مع الإشارة إلى أن علم النفس التربوي قد استفاد من فروع علم النفس الأخرى مثل علم النفس النمو، علم النفس التجريبي، وعلم النفس الاجتماعي، وعلم النفس الإكلينيكي.
أهمية علم النفس التربوي .
علم النفس التربوي هام لا للمعلم فحسب وإنما هو هام أيضا للمربي، كل مربي سواء أكان أما أو أبا
أو عاملا اجتماعيا أو غير ذلك .
أهمية علم النفس التربوي للمعلم .
إن دراسة المعلم لعلم النفس التربوي تساعده على فهم أكثر للأطفال الذين يتعامل معهم، فيعرف
خصائص الطفل عبر مراحل نموه المختلفة، ويعرف العوامل المؤثرة في نموهم، وفهم مشكلات سلوكاتهم فيتصرف بالشكل المناسب وبالقدر الذي يتناسب معهم، كما يساعده علم النفس التربوي على فهم القدرات العقلية من تفكير وتخيل وتذكر وقدرة على التحصيل لدى المتعلمين ويمد المعلم بأفضل الطرق وأنجع السبل التي تناسب كل مرحلة ومستوى النضج الذي بلغته .كما أن معرفة المعلم بالفروق الفردية لتلاميذه تجعله يراعي هذه الفروق في تعامله مع المتعلمين فيعامل كل واحد على حسب قدراته العقلية والجسمية ، .كما يوفر علم النفس التربوي بعض المعارف والأفكار التي تساعد المعلم إلى القيام بعملية التقويم مبينا أنواع التقويم المفضلة في الأوضاع التعليمية المختلفة وأدوات القياس المتنوعة الملائمة لهذه الأوضاع .
أهمية علم النفس التربوي بالنسبة للمدرسة
تهدف المدرسة الحديثة إلى تحرير شخصية الطفل وتنمية إبداعاته وتمكينه من لعب الدور الذي ينتظره في التقدم بالوطن . وبعبارة أبسط فهي تعده وتؤهله للحياة وبذلك تكون قد تجاوزت فكرة التحصيل المعرفي إلى التأهيل للحياة بمفهومها الواسع، إيمانا منها بأن تعلم التلميذ في المدرسة كيف يتعلم وكيف يحل مشكلاته أكثر أهمية من مجرد جمع المعلومات وتكديسها .وذلك عن طريق تعليمه كيف يتعلم وكيف يفيد من العلم، وكيف يتغلب على مشكلاته ومشكلات وطنه مستقبلا
ميادين علم النفس التربوي
علم النفس الفارقي:
يهتم بدراسة الفروق بين الأفراد و الجماعات و السلالات و الأجناس , ويقف على أسباب تلك لفروق وطريقة تكوينها و العوامل المؤثرة فيها ويستخدم علماء النفس في هذه الدراسة الاختبارات والمقاييس السكولوجية المختلفة لقياس الذكاء والقدرات العقلية المختلفة.
• علم نفس الطفل( أو النمو)
يعنى بدراسة نمو الطفل و المراحل المختلفة التي تمر بها عملية النمو و العوامل التي تؤثر فيها و الخصائص العامة التي تميز مراحل النمو ، وتمدنا هذه الدراسات بكثير من المعلومات التي تجعلنا أكثر قدرة على فهم شخصية الطفل وسلوكه ودوافعه ، واتجاهاته في مراحل حياته المختلفة وتجعلنا أقدر على توجيهه وتربيته.
التحليل النفسي:
يتناول هذا المساق نشأة مدرسة التحليل النفسي على يد سيجموند فرويد في بداية القرن العشرين، وطرق التحليل النفسي، وطريقة التداعي الحر، والصعوبات التي تعترضها كالمقاومة والتحول، ويتناول الأحلام وأهميتها في التحليل النفسي، والرمزية في الأحلام، واستخدام هفوات اللسان، وزلات القلم وغيرها في التحليل النفسي.
علم نفس الطفل، ويدرس المظاهر والمبادئ العامة للنمو.
علاقة علم النفس التربوي بفروع علم النفس الأخرى
يعتبر علم النفس التربوي ميدان من الميادين التطبيقية لعلم النفس ، إلا أنه ليس منفصلا عن الميادين الأخرى أو عن فروع علم النفس الأخرى سواء كانت أساسية أو تطبيقية ، وفيما يلي نعرض العلاقة بين هذا العلم و بعض تلك الميادين أو الفروع :
1- علم النفس الارتقائي أو التطوري (سيكولوجية النمو(la psychologie du développement :
يهتم علم النفس الارتقائي أو التطوري بدراسة التغيرات التي تطرأ على السلوك الإنساني في مختلف مراحل الحياة . ومن اهتمامات هذا الفرع دراسة نمو الأطفال والمراهقين و هم أكبر فئة تنتمي للعملية التربوية التي يهتم بها علم النفس التربوي . وقد كانت أكبر إسهامات هذا العلم في ميدان علم النفس التربوي ، هي بحوث النمو المعرفي والانفعالي والجسمي والاجتماعي ، وأفاد كذلك في التعرف على الاتجاهات المبكرة و الظروف البيئية التي تؤثر تأثيرا ظاهرا في تنمية القدرات العقلية و سمات الشخصية عند الأطفال والمراهقين والراشدين.
يمكن اعتبار هذا الفرع من أهم فروع علم النفس جميعا ، لأنه يزود بقية الفروع النفسية الأخرى بحقائق نفسية نمائية عن الإنسان يستفاد منها في جميع الميادين التطبيقية لعلم النفس ، وفي الحياة بصفة عامة .
2- علم النفس التجريبي la psychologie expérimentale :
يهتم الباحث في ميدان علم النفس التجريبي بدراسة سلوك الإنسان في المختبر ، باستخدام الطريقة التجريبية ، وسائل للضبط في غاية الدقة و الأهمية . وترتكز اهتمامات علم النفس التجريبي على دراسة المشكلات المرتبطة بالظواهر النفسية مثل دراسة طبيعة استجابات الأفراد للمثيرات الحسية وطبيعية الإدراك والتعلم والتذكر ، ضمن موقف تجريبي مضبوط ، بحيث يمكن من خلاله التحكم في عامل واحد أو عدة عوامل ،و قياس تأثيره أو تأثيرها على طبيعة استجابة الفرد. وهناك بعض البحوث التي أجريت في مخابر علم النفس بدأت تجذب انتباه المهتمين بمشكلات التربية و خاصة ما تقدمه نتائجها من حلول لمشكلات التعلم المدرسي مثل التعليم المبرمج و آلات التدريس ، بالإضافة إلى أن بعض هذه النتائج تفسر ظواهر التعلم المدرسي .
يتمثل الإسهام الأكبر لعلم النفس التجريبي إذن في تنمية الاتجاهات العلمية و التجريبية عند المهتمين بمشكلات التربية والتعليم .
3- علم النفس الاجتماعي la psychologie sociale :
علم النفس الاجتماعي هو ذلك العلم الذي يدرس التفاعل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات ، ويسعى إلى دراسة الاتجاهات البشرية وإخضاعها لتجاربه و أبحاثه . ومن المعروف على المعلم أنه يقضي جزءا كبيرا من وقته في عمله التعليمي والتدريس وهو يتعامل مع التلاميذ كجماعات ولذلك فهو بحاجة ماسة إلى فهم مبادئ السلوك الجماعي ليصبح قادرا على التعامل مع العوامل التي تؤثر في المواقف الجماعية والتي تسهل التعلم أو تعطله .كما أنه بحاجة إلى ما يقدمه علم النفس الاجتماعي من نتائج تزوده بمعلومات تسهل فهمه لديناميات الجماعة وأثرها في سلوك أعضائها.
4- علم النفس العلاجي la psychothérapie :
يقوم علماء النفس المهتمون بمجالات الصحة النفسية والإرشاد النفسي و التوجيه التربوي والطب العقلي والخدمة الاجتماعية والنفسية وعلم النفس العلاجي بكثير من البحوث التي تستخدم المنهج الإكلينيكي والذي يعتمد على جمع ملاحظات عن سلوك الأفراد الذين يتلقون مساعدات فردية بسبب الصعوبات الانفعالية ، وقد أسهمت هذه البحوث في فهم مشكلات وصعوبات السلوك الإنساني في المواقف التربوية سواء كانت تتصل بسلوك التلاميذ أي المتعلمين أو المعلمين.
5- علم نفس الإرشاد و التوجيه la psychologie du conseil et de l’orientation :
يقوم علم نفس الإرشاد و التوجيه على تطبيق مبادئ علم النفس في جميع الخدمات التي يقدمها ، سواء كانت دراسة لقدرات التلميذ و استعداداته ، أم توجيها تربويا أو مهنيا يعينه على اختيار نوع التعليم أو العمل الذي يتفق مع هذه القدرات ، أو إرشادا نفسيا يرمي إلى مساعدة الفرد على التكيف في حياته داخل المدرسة أو خارجها.
6- علم نفس القياس أو القياس النفسي: La psychologie des mesures ou la psychométrie
لقد أسهم علم نفس القياس أو القياس النفسي إسهاما كبيرا في تجديد ميدان علم النفس التربوي منذ البداية ، وخاصة مع نشأة حركة قياس الذكاء والقدرات العقلية وسمات الشخصية ، ثم ازداد الاهتمام بالقياس التربوي بصفة عامة سعيا لتحقيق أحد مطالب العلم الهامة وهو الدقة الكمية . فمن المستحيل البرهان على حدوث نتائج معينة دون توفر درجة ما من القياس ، ولذلك ظهرت البرامج الكمية التي تركز على ما يمكن قياسه في التحصيل المدرسي مثل اكتساب المهارات وحفظ المعلومات .
وقد استطاع علماء القياس النفسي في السنوات الأخيرة ابتكار الطرق التي يمكن أن تستخدم في قياس بعض جوانب السلوك المعرفي التي كانت تبدو مستعصية على القياس (كالتفكير الابتكاري). بالإضافة إلى قياس جوانب السلوك المزاجي والانفعالي والاجتماعي.
7- علم النفس الفيزيولوجي la psychophysiologie :
يركز علم النفس الفيزيولوجي عادة على الشخص بوصفه وحدة بيولوجية متماسكة ومتكاملة ، تستجيب لبيئتها الخارجية بوسائل متنوعة ، وتسهم دراسة أعضاء الحس والأعصاب والغدد والعضلات من الوجهة التشريحية والفيزيولوجي في فهم الإنسان ككل.
ويدرس علم النفس الفيزيولوجي كثيرا من الموضوعات ذات الصلة بوظائف الأعضاء ، وخاصة تلك التي تؤثر في السلوك الإنساني . ويدرس كذلك الخصائص العصبية وخصائصها ، والحواس والعوامل التي تؤثر فيها ، كما يدرس هذا العلم أيضا السلوك وتطوره في الطفل ومؤثرات أو مثيرات هذا السلوك.
يتضح من هنا أن لعلم النفس الفيزيولوجي دورا أساسيا في مساعدة جميع أطراف العملية التربوية ، ولا سيما المعلم ، في تفسير السلوك الإنساني أثناء عملية التعلم و التعليم بناء على أسسها البيولوجية والفيزيولوجية
في حالة غياب هذه المبادئ السيكولوجية سوف يلجأ المعلم إلى إتباع أحد البدائل الثلاثة التالية : الاعتماد على القواعد التربوية التقليدية، أو تقليد معلميه القدامى وزملائه ذوي الخبرة، أو قد يقوم بعمليات المحاولة والخطأ وذلك للوقوف على المبادئ التي تحكم عملية التعلم المدرسي .
*بالنسبة لإتباع القواعد التربوية التقليدية : فإن هذه القواعد لا تكون صحيحة على الدوام، وفي معظم الأحوال وتحت كل الظروف والشروط، وإنما يفترض أنها تتغير من جيل إلى جيل بتغير الشروط التربوية وتغير الأهداف التعليمية . ولذلك فالمعلم في حاجة إلى المبادئ السيكولوجية الصحيحة التي يزوده بها علم النفس التربوي عوضاً عن التطبيق الأعمى لقاعدة تربوية تقليدية واحدة * أما اللجوء إلى تقليد معلم قديم أو زميل خبير : فقد ينطوي على نوع من الحكمة، ويؤدي إلى الاطمئنان والاستقرار وبخاصة عند المعلم حديث العهد بمهنة التعليم، أو غير المؤهل تربوياً، إلا أن أسلوب التقليد يستلزم وجود نموذج جيد، وإلا أصبحت عملية التقليد عائقاً يحول دون التقدم المهني للمعلم، ومهما كان النموذج جيداً فما زال خطر التقليد الأعمى لهذا النموذج قائماً، ولن يكون النموذج بديلاً عن المبادئ السيكولوجية السليمة التي يزوده بها علم النفس التربوي عند مواجهة مشكلات التعلم .
* البديل الثالث هو اللجوء إلى أسلوب المحاولة والخطأ : وهذا الأسلوب يعتبر عملاً عشوائياً وضياع للوقت والجهد دون أية فائدة مرجوة، وذلك لأن المبادئ السيكولوجية الصادقة تستبعد كافة المحاولات التي لا تستحق الاختبار، لعدم اتفاقها أصلاً مع المبادئ النفسية التي أكدت البحوث صدقها .
تعريف علم النفس التربوي
هو فرع من علم النفس التطبيقي يبحث في المشكلات التربوية، وبمعنى أبسط فهو يستغل الأعمال والأبحاث والنتائج المتوصل إليها، ونظريات علم النفس لدراسة موضوعات تربوية مثل:التعلم، الفروق الفردية، دوافع السلوك، الذاكرة، الذكاء، التوجيه التربوي، التقويم إلى غير ذلك من الموضوعات التي تهم حقل التربية والتعليم .
موضوعات علم النفس التربوي.
إذا سلمنا بأن علم النفس التربوي هو تطبيق لنتائج البحوث والنظريات النفسية في ميدان التربية والتعليم فإن الموضوعات التي يعالجها علم النفس التربوي هي :
1- معرفة خصائص نمو الطفل وصفاته المميزة في كل مرحلة من مراحل نموه والاستفادة منها في
وضع المناهج والبرامج المناسبة .
2- من خلال علم النفس التربوي يتم التعرف على الدوافع الحقيقية لسلوك الأطفال ومنه يمكن التفكير في كيفية تحسين إقبالهم على الدروس بشوق ورغبة وتجنب الإجبار و القسوة والعقاب
3- تنظيم الجدول المدرسي من حيث تنظيم مواعيد العمل والراحة بما يضمن التقليل من الإرهاق
وشعورهم بالملل.
4- تحديد الأسس التي بموجبها نعين المجموعات المتجانسة من التلاميذ من حيث مستوياتهم
العقلية أو بعض القدرات الخاصة .
5- كيفية انتقاء ضعاف التحصيل وضعاف العقول والأغبياء وإعطائهم ما يناسبهم من الخبرات . •
6- البحث في مشكلات التلاميذ النفسية سواء ما تعلق منها بالتأخر الدراسي أو الاضطرابات المزاجية والخلقية الأخرى وتفسير أسباب وقوعها ليفهمها المعلم أكثر ويتجاوز عقباتها .
7- تحليل المواد الدراسية إلى جزئيات لمعرفة القدرات العقلية للتلاميذ التي يتطلبها تدريس كل مادة ومستوى النضج من حيث صلاحيتهم لمتابعة الدراسة في أنواع العلوم المختلفة .
8- تحليل ودراسة العلاقات الاجتماعية بين أفراد أسرة المدرسة والآثار الناجمة عنها وانعكاساتها على العمل المدرسي.
9- دراسة سيكولوجية التعلم من حيث قوانينه وأنواعه ونظرياته والعوامل التي تساعد على سرعة التعليم .
وباختصار فإن علم النفس التربوي يسعى إلى تحقيق هدفين أساسين هما :
I- توليد المعرفة الخاصة بالتعلم والطلاب وتنظيمها على نحو منهجي في شكل نظريات ومبادئ
ومعلومات ذات صلة بالطلاب والتعلم .
-IIوالهدف الثاني هو صياغة هذه المعرفة في أشكال تمكن المعلمين والتربويين من استخدامها
وتطبيقها والإفادة منها
. أهداف علم النفس التربوي :
يسعى علم النفس التربوي إلى تحقيق هدفين أساسيين :
الأول : توليد المعرفة الخاصة بالتعلم وتنظيمها على نحو منهجي بحيث تتضمن نظريات ومبادئ ومعلومات ذات صلة بالطلاب والتعلم، وهو هدف نظري يعتمد على عدد من مناهج البحث مثل الملاحظة والضبط والتجريبي .
الثاني : هو صياغة المعلومات بصورة تسهل استخدامها وتطبيقها وهو هدف تطبيقي، وهنا يعمل علماء النفس التربوي على تطبيق ما يصلون إليه من معارف ونظريات ومبادئ في المواقف التعليمية المختلفة، وتعديل هذه المعارف في ضوء ما تسفر عنه نتائج التطبيق .
وبهذين الهدفين لعلم النفس التربوي، يتم تجاوز مشكلة سد الثغرة بين النظرية والتطبيق، فعلم النفس التربوي لا هو علم نظري بحت، ولا هو تطبيقي محض، بل يحتل مركزاً وسطاً بينهما، مع الإشارة إلى أن علم النفس التربوي قد استفاد من فروع علم النفس الأخرى مثل علم النفس النمو، علم النفس التجريبي، وعلم النفس الاجتماعي، وعلم النفس الإكلينيكي.
أهمية علم النفس التربوي .
علم النفس التربوي هام لا للمعلم فحسب وإنما هو هام أيضا للمربي، كل مربي سواء أكان أما أو أبا
أو عاملا اجتماعيا أو غير ذلك .
أهمية علم النفس التربوي للمعلم .
إن دراسة المعلم لعلم النفس التربوي تساعده على فهم أكثر للأطفال الذين يتعامل معهم، فيعرف
خصائص الطفل عبر مراحل نموه المختلفة، ويعرف العوامل المؤثرة في نموهم، وفهم مشكلات سلوكاتهم فيتصرف بالشكل المناسب وبالقدر الذي يتناسب معهم، كما يساعده علم النفس التربوي على فهم القدرات العقلية من تفكير وتخيل وتذكر وقدرة على التحصيل لدى المتعلمين ويمد المعلم بأفضل الطرق وأنجع السبل التي تناسب كل مرحلة ومستوى النضج الذي بلغته .كما أن معرفة المعلم بالفروق الفردية لتلاميذه تجعله يراعي هذه الفروق في تعامله مع المتعلمين فيعامل كل واحد على حسب قدراته العقلية والجسمية ، .كما يوفر علم النفس التربوي بعض المعارف والأفكار التي تساعد المعلم إلى القيام بعملية التقويم مبينا أنواع التقويم المفضلة في الأوضاع التعليمية المختلفة وأدوات القياس المتنوعة الملائمة لهذه الأوضاع .
أهمية علم النفس التربوي بالنسبة للمدرسة
تهدف المدرسة الحديثة إلى تحرير شخصية الطفل وتنمية إبداعاته وتمكينه من لعب الدور الذي ينتظره في التقدم بالوطن . وبعبارة أبسط فهي تعده وتؤهله للحياة وبذلك تكون قد تجاوزت فكرة التحصيل المعرفي إلى التأهيل للحياة بمفهومها الواسع، إيمانا منها بأن تعلم التلميذ في المدرسة كيف يتعلم وكيف يحل مشكلاته أكثر أهمية من مجرد جمع المعلومات وتكديسها .وذلك عن طريق تعليمه كيف يتعلم وكيف يفيد من العلم، وكيف يتغلب على مشكلاته ومشكلات وطنه مستقبلا
ميادين علم النفس التربوي
علم النفس الفارقي:
يهتم بدراسة الفروق بين الأفراد و الجماعات و السلالات و الأجناس , ويقف على أسباب تلك لفروق وطريقة تكوينها و العوامل المؤثرة فيها ويستخدم علماء النفس في هذه الدراسة الاختبارات والمقاييس السكولوجية المختلفة لقياس الذكاء والقدرات العقلية المختلفة.
• علم نفس الطفل( أو النمو)
يعنى بدراسة نمو الطفل و المراحل المختلفة التي تمر بها عملية النمو و العوامل التي تؤثر فيها و الخصائص العامة التي تميز مراحل النمو ، وتمدنا هذه الدراسات بكثير من المعلومات التي تجعلنا أكثر قدرة على فهم شخصية الطفل وسلوكه ودوافعه ، واتجاهاته في مراحل حياته المختلفة وتجعلنا أقدر على توجيهه وتربيته.
التحليل النفسي:
يتناول هذا المساق نشأة مدرسة التحليل النفسي على يد سيجموند فرويد في بداية القرن العشرين، وطرق التحليل النفسي، وطريقة التداعي الحر، والصعوبات التي تعترضها كالمقاومة والتحول، ويتناول الأحلام وأهميتها في التحليل النفسي، والرمزية في الأحلام، واستخدام هفوات اللسان، وزلات القلم وغيرها في التحليل النفسي.
علم نفس الطفل، ويدرس المظاهر والمبادئ العامة للنمو.
علاقة علم النفس التربوي بفروع علم النفس الأخرى
يعتبر علم النفس التربوي ميدان من الميادين التطبيقية لعلم النفس ، إلا أنه ليس منفصلا عن الميادين الأخرى أو عن فروع علم النفس الأخرى سواء كانت أساسية أو تطبيقية ، وفيما يلي نعرض العلاقة بين هذا العلم و بعض تلك الميادين أو الفروع :
1- علم النفس الارتقائي أو التطوري (سيكولوجية النمو(la psychologie du développement :
يهتم علم النفس الارتقائي أو التطوري بدراسة التغيرات التي تطرأ على السلوك الإنساني في مختلف مراحل الحياة . ومن اهتمامات هذا الفرع دراسة نمو الأطفال والمراهقين و هم أكبر فئة تنتمي للعملية التربوية التي يهتم بها علم النفس التربوي . وقد كانت أكبر إسهامات هذا العلم في ميدان علم النفس التربوي ، هي بحوث النمو المعرفي والانفعالي والجسمي والاجتماعي ، وأفاد كذلك في التعرف على الاتجاهات المبكرة و الظروف البيئية التي تؤثر تأثيرا ظاهرا في تنمية القدرات العقلية و سمات الشخصية عند الأطفال والمراهقين والراشدين.
يمكن اعتبار هذا الفرع من أهم فروع علم النفس جميعا ، لأنه يزود بقية الفروع النفسية الأخرى بحقائق نفسية نمائية عن الإنسان يستفاد منها في جميع الميادين التطبيقية لعلم النفس ، وفي الحياة بصفة عامة .
2- علم النفس التجريبي la psychologie expérimentale :
يهتم الباحث في ميدان علم النفس التجريبي بدراسة سلوك الإنسان في المختبر ، باستخدام الطريقة التجريبية ، وسائل للضبط في غاية الدقة و الأهمية . وترتكز اهتمامات علم النفس التجريبي على دراسة المشكلات المرتبطة بالظواهر النفسية مثل دراسة طبيعة استجابات الأفراد للمثيرات الحسية وطبيعية الإدراك والتعلم والتذكر ، ضمن موقف تجريبي مضبوط ، بحيث يمكن من خلاله التحكم في عامل واحد أو عدة عوامل ،و قياس تأثيره أو تأثيرها على طبيعة استجابة الفرد. وهناك بعض البحوث التي أجريت في مخابر علم النفس بدأت تجذب انتباه المهتمين بمشكلات التربية و خاصة ما تقدمه نتائجها من حلول لمشكلات التعلم المدرسي مثل التعليم المبرمج و آلات التدريس ، بالإضافة إلى أن بعض هذه النتائج تفسر ظواهر التعلم المدرسي .
يتمثل الإسهام الأكبر لعلم النفس التجريبي إذن في تنمية الاتجاهات العلمية و التجريبية عند المهتمين بمشكلات التربية والتعليم .
3- علم النفس الاجتماعي la psychologie sociale :
علم النفس الاجتماعي هو ذلك العلم الذي يدرس التفاعل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات ، ويسعى إلى دراسة الاتجاهات البشرية وإخضاعها لتجاربه و أبحاثه . ومن المعروف على المعلم أنه يقضي جزءا كبيرا من وقته في عمله التعليمي والتدريس وهو يتعامل مع التلاميذ كجماعات ولذلك فهو بحاجة ماسة إلى فهم مبادئ السلوك الجماعي ليصبح قادرا على التعامل مع العوامل التي تؤثر في المواقف الجماعية والتي تسهل التعلم أو تعطله .كما أنه بحاجة إلى ما يقدمه علم النفس الاجتماعي من نتائج تزوده بمعلومات تسهل فهمه لديناميات الجماعة وأثرها في سلوك أعضائها.
4- علم النفس العلاجي la psychothérapie :
يقوم علماء النفس المهتمون بمجالات الصحة النفسية والإرشاد النفسي و التوجيه التربوي والطب العقلي والخدمة الاجتماعية والنفسية وعلم النفس العلاجي بكثير من البحوث التي تستخدم المنهج الإكلينيكي والذي يعتمد على جمع ملاحظات عن سلوك الأفراد الذين يتلقون مساعدات فردية بسبب الصعوبات الانفعالية ، وقد أسهمت هذه البحوث في فهم مشكلات وصعوبات السلوك الإنساني في المواقف التربوية سواء كانت تتصل بسلوك التلاميذ أي المتعلمين أو المعلمين.
5- علم نفس الإرشاد و التوجيه la psychologie du conseil et de l’orientation :
يقوم علم نفس الإرشاد و التوجيه على تطبيق مبادئ علم النفس في جميع الخدمات التي يقدمها ، سواء كانت دراسة لقدرات التلميذ و استعداداته ، أم توجيها تربويا أو مهنيا يعينه على اختيار نوع التعليم أو العمل الذي يتفق مع هذه القدرات ، أو إرشادا نفسيا يرمي إلى مساعدة الفرد على التكيف في حياته داخل المدرسة أو خارجها.
6- علم نفس القياس أو القياس النفسي: La psychologie des mesures ou la psychométrie
لقد أسهم علم نفس القياس أو القياس النفسي إسهاما كبيرا في تجديد ميدان علم النفس التربوي منذ البداية ، وخاصة مع نشأة حركة قياس الذكاء والقدرات العقلية وسمات الشخصية ، ثم ازداد الاهتمام بالقياس التربوي بصفة عامة سعيا لتحقيق أحد مطالب العلم الهامة وهو الدقة الكمية . فمن المستحيل البرهان على حدوث نتائج معينة دون توفر درجة ما من القياس ، ولذلك ظهرت البرامج الكمية التي تركز على ما يمكن قياسه في التحصيل المدرسي مثل اكتساب المهارات وحفظ المعلومات .
وقد استطاع علماء القياس النفسي في السنوات الأخيرة ابتكار الطرق التي يمكن أن تستخدم في قياس بعض جوانب السلوك المعرفي التي كانت تبدو مستعصية على القياس (كالتفكير الابتكاري). بالإضافة إلى قياس جوانب السلوك المزاجي والانفعالي والاجتماعي.
7- علم النفس الفيزيولوجي la psychophysiologie :
يركز علم النفس الفيزيولوجي عادة على الشخص بوصفه وحدة بيولوجية متماسكة ومتكاملة ، تستجيب لبيئتها الخارجية بوسائل متنوعة ، وتسهم دراسة أعضاء الحس والأعصاب والغدد والعضلات من الوجهة التشريحية والفيزيولوجي في فهم الإنسان ككل.
ويدرس علم النفس الفيزيولوجي كثيرا من الموضوعات ذات الصلة بوظائف الأعضاء ، وخاصة تلك التي تؤثر في السلوك الإنساني . ويدرس كذلك الخصائص العصبية وخصائصها ، والحواس والعوامل التي تؤثر فيها ، كما يدرس هذا العلم أيضا السلوك وتطوره في الطفل ومؤثرات أو مثيرات هذا السلوك.
يتضح من هنا أن لعلم النفس الفيزيولوجي دورا أساسيا في مساعدة جميع أطراف العملية التربوية ، ولا سيما المعلم ، في تفسير السلوك الإنساني أثناء عملية التعلم و التعليم بناء على أسسها البيولوجية والفيزيولوجية
المصدر: منتدى منتديات عالم الزين
via منتدى منتديات عالم الزين http://ift.tt/1nigyCB
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire